الأحد، 29 مايو 2011

برنامج جسور - جسور.. مع إذاعة ليبيا الحرة من مصراتة المحاصرة

تقرير: شعلان شريف- إذاعة هولندا العالمية/ بالرغم من الحصار المفروض عليها، وبالرغم من القناصة الذين ينتشرون بين سطوح منازلها من حين لآخر، نجحت مدينة مصراتة الليبية الساحلية في الحفاظ على حريتها التي ذاقت طعمها منذ أن خرجت من سلطة العقيد القذافي. ومنذ أن بدأ حلف شمال الاطلسي بعملياته العسكرية في ليبيا، في إطار قرار مجلس الأمن 1973، فإن القبوات التابعة للقذافي ركزت كل جهودها على استعادة مدينة مصراتة من ايدي الثوار. فهذه المدينة التي تبعد 200 كلم من العاصمة طرابلس تقف عائقاً أمام القذافي لتنفيذ الخطة غير المعلنة، ولكن التي يؤكد وجودها معظم المراقبين، والمتمثلة في فرض السيطرة على جميع القسم الغربي من البلاد، ثم التفاوض على مصير القسم الشرقي، والذي يسيطر الثوار عليه بالكامل.

ومع الحصار الشديد الذي تفرضه الكتائب التابعة للقذافي، فإن أبناء المدينة يبتكرون طرقاً متعددة للتواصل مع العالم الخارجي. وقد شكل الثوار في المدينة لجنة لإدارة الشؤون اليومية، تشرف على جميع المهام القتالية والمدنية، ولهذه اللجنة موقع على شبكة الإنترنت، يحرره صحافيون من داخل المدينة ومن خارجها، وهناك أيضاً إذاعة محلية تبث على الموجة المتوسطة، وعلى موجة أف أم.

وضمن برنامج جسور الذي تقدمه اسبوعياً بالتعاون مع إذاعة شريكة في العالم العربي، خصصت إذاعة هولندا العالمية حلقة للنقاش حول سبل التواصل بين الليبيين في الخارج وفي الداخل، والدور الذي لعبه ويلعبه المهاجرون الليبيون. وكانت الحلقة أولى ثمرات التعاون مع إذاعة "ليبيا الحرة"، حيث تم بث البرنامج مباشراً للمستمعين في ليبيا، وفي معسكرات اللاجئين الليبيين في تونس، بينما أعيد بثه اليوم الاثنين من هولندا. واستضافت إذاعة هولندا العالمية في هيلفرسوم الصحافي الليبي طارق القزيري، المقيم بين هولندا وقطر. والقزيري كان يعمل في القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية، قبل أن ينتقل في العام الماضي للعمل في قناة الجزيرة الرياضية. وبعد اندلاع الثورة الليبية خصص القزيري جزءاً كبيرا من وقته لنشر أخبارها أولا بأول من خلال موقع "الجيل. كوم" الذي يديره منذ سنوات، ثم عمل لفترة مؤقتة في قناة ليبيا الأحرار الفضائية التي تبث من الدوحة. ومن مصراتة شارك في النقاش الصحافي عبد الله الكبير والكاتب علي كشودة.

وشرح الصحافي عبد الله الكبير عن طبيعة عملهم في المدينة المحاصرة، قائلاً إن "الإذاعة كانت موجودة أصلاً قبل الثورة، كإذاعة محلية حكومية. وبعد الثورة سيطر الثوار على الإذاعة وغيروا اسمها إلى "ليبيا الحرة"، وقد تعرضت لاستهداف عسكري مباشر من قبل قوات القذافي، حتى بالطائرات، مما اضطرها للانتقال أكثر من مرة من مكان لآخر." لم تعد الإذاعة إذاعة محلية، حسب الصحافي الذي يعمل فيها، بل اصبحت موجهة إلى كل الليبيين، الذين يمكنهم الاستماع إليها عبر الإنترنت أينما كانوا، وعبر الموجة المتوسطة في معظم أجزاء البلاد، وكذلك في المناطق التونسية الحدودية: "نعتقد أن الثورة تهم كل الليبيين لذلك نوجه خطابنا لهم جميعاً، وحتى الأذان للصلاة نبثه بتوقيت العاصمة طرابلس."

وعن دور الليبيين في الخارج في دعم الثورة الليبية، يقول طارق القزيري إن زملاءه في العمل في قطر، قد عبروا أكثر من مرة مفاجأتهم بهذا العدد الكبير من الناشطين الليبيين الذين لم يكونوا معروفين في الخارج قبل الثورة. "في الماضي كانت وسائل الإعلام العربية والأجنبية يصعب عليها الحصول على متحدث أو خبير ليبي في الخارج.. والآن هناك عدد كبير من الليبيين في الخارج الراغبين في المشاركة الإعلامية وغيرها.. وهذا من بركات ثورة السابع عشر من فبراير التي أعادت الى الليبيين في مهجر قوة ارتباطهم بالوطن واستعدادهم للعمل من اجله."

ومن جانبه اشار الكاتب علي كشودة من مصراتة إلى أن جهود المثقفين والإعلاميين الليبيين في المهجر لم تبدأ مع الثورة، "بل كانوا هم اصحاب المبادرة قبل الثورة من خلال مواقع الانترنت التي أنشأوها وحاول كتاب ومثقفي الداخل، المحاصرين تحت سطوة النظام، التواصل مع هذه المواقع، مثل موقع الجيل، وليبيا المستقبل، والمنارة وغيرها." وحسب الكاتب كشودة فقد انتبه النظام إلى خطورة هذا التواصل بين الإعلاميين والمثقفين الليبيين في الداخل والخارج، مما دفعه إلى ملاحقة كتاب الداخل الذين يشاركون في تلك المواقع، كما سعى بطرق عدة إلى تخريب وحجب تلك المواقع.

استمع إلى هنا إلى الحلقة الحوارية "جسور" بين هيلفرسوم الهولندية ومصراتة الليبية
http://www.rnw.nl/arabic/radioshow/388921

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ربنا ينصر الثوار والمرابطين في كل مكان على الطغاه بعلو كلمة الحق .

samah يقول...

اللهم اجمع شملنا مع كل المغتربين ،، وانصرنا على الطاغية. نصراً مؤزراً.

samah يقول...

عاشت ليبيا حرة ابيه